قال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ان إيران قاومت وصمدت رغم الحصار وباتت قوة إقليمية كبرى يحسب لها ألف حساب، واكد ان هناك قلقا اسرائيليا سعوديا بشأن الاتفاق النووي، وأن أي كلام عن قرار دولي تحت البند السابع بشأن الحكومة هو دعوة إلى الحرب، وأن التدويل يتنافى مع السيادة وقد يكون غطاء لاحتلال جديد، واكد ان هناك استهداف ممنهج ومدبر ومدفوع الثمن ضد حزب الله.
ولفت السيد نصر الله في خطاب تلفزيوني بمناسبة الذكرى السنوية للقادة الشهداء إلى أن “إسرائيل لم تلتزم يوماً بالقانون الدولي ودمرت مدناً وقتلت المدنيين في كل حروبها، وأقول لرئيس الأركان الإسرائيلي إننا لا نبحث عن مواجهة ولا عن حرب، ولكن إن فرضتم حرباً سنخوضها، وإذا ضربتم مدننا سنرد بالمثل، وإذا استهدفتم قرانا سنقصف مستعمراتكم، وفي أي حرب مقبلة ستواجه الجبهة الداخلية الإسرائيلية ما لم تعرفه منذ قيام إسرائيل”، مشيراً إلى أن “لا أحد يضمن ألا تتدحرج “الأيام القتالية” إلى حرب واسعة”.
وأضاف السيد نصر الله: “نحن بحاجة إلى مواقف الشيخ راغب حرب لمواجهة التطبيع، وروح الشهيد عماد مغنية من أجل تطوير مشروع المقاومة، ونحن نحفظ وصية السيد عباس الموسوي بحفظ المقاومة وخدمة الناس، والخدمة الأهم للناس هي الحفاظ على وجودهم وعن أرضهم وعن كرامتهم وعن بلدهم”.
وحول مرور 42 سنة على انتصار الثورة الإسلامية في إيران، قال إن الأخيرة “صمدت وتطورت على كل صعيد وباتت قوة إقليمية كبرى يحسب لها ألف حساب”.
وفي الملف الداخلي اللبناني، أكد السيد نصر الله أن “أي كلام عن قرار دولي تحت البند السابع بشأن الحكومة هو دعوة إلى الحرب، والتدويل يتنافى مع السيادة وقد يكون غطاء لاحتلال جديد، وقد يفتح الباب على مصراعيه، وقد يفرض توطين الفلسطينيين”.
أكد السيد نصر الله في هذا السياق أن “إسرائيل تقتل مواطنيها من أجل خدمة مشروعها، والمجازر الصهيونية لم تقتصر على المسلمين والمسيحيين فقط بل شملت يهوداً رفضوا الهجرة لإسرائيل”.
وشدد على أن “هناك استهداف ممنهج ومدبر ومدفوع الثمن ضد حزب الله، وقد فشل في تشويه صورة المقاومة لدى بيئتها وجمهورها”.
إقليمياً، قال أمين عام حزب الله إن “تطورات كبيرة تحصل في المنطقة والعالم بعد رحيل الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير مأسوف عليه، ووصول إدارة أميركية جديدة، ولبنان جزء أساسي في المنطقة وهو يتأثر بكل ما يجري فيها”.
وأضاف أن هناك “قلق إسرائيلي وسعودي واضح حيال الملف النووي الإيراني”.
وحيال صفقة القرن، قال السيد نصر الله أن “لا أحد يتحدث اليوم عن الصفقة التي يبدو أنها انتهت أو باتت في حالة تراجع، وتلفظ أنفاسها نتيجة صمود الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية ومحور المقاومة”.
أما حول تطبيع الدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، فأكد أن “موقف الشعبين المصري والأردني نموذج واضح لرفض التطبيع وهو ينسحب إلى باقي الشعوب، ودول عربية وإسلامية كالجزائر وتونس وباكستان وغيرها ما زالت صامدة ومتمسكة برفضها للتطبيع”.
وأكد أن “أصحاب الأوهام كحكام السودان سيكتشفون أن التطبيع مع “إسرائيل” لن يحل مشاكلهم الاقتصادية”، لافتاً إلى أن “الإسرائيليين يعطون موضوع التطبيع أكثر من حجمه، والجيوش الالكترونية لا تعبر عن مزاج الأمة ومزاج الشعوب”.
وفي ملف انفجار مرفأ بيروت، قال السيد نصر الله إن “التحقيق في تفجير المرفأ انتهى وطالبت سابقاً الجيش والأمن الداخلي والقضاء باعلان نتيجته، ومن واجب الجهة المعنية الإعلان عن نتائج التحقيق”.
وشدد السيد نصر الله على متانة العلاقة مع التيار الوطني الحر والحرص على تطويرها، واكد “لا نوافق على خروج بعض الملاحظات السلبية حول التفاهم في بيان للتيار فهي تعطي مادة للمتربصين” وأضاف ان “التفاهم حقق مجموعة من المصالح للبنان ولحزب الله وللتيار الوطني الحر”.
وقال السيد نصر الله “لا نتفهم الاصرار على حكومة من 18 وزيراً وهناك شرائح تعتقد أن إلغاءها هو الهدف من ذلك”، وأضاف نحن نتفهم مطالبات بعض الجهات بحقائب معينة ووجود قلق من حصول حزب واحد على ثلث معطل”، قائلا “من غير المنصف تحميل مسؤولية عدم تأليف حكومة لرئيس الجمهورية”.
وقال “مصلحة الجميع أن تتألف حكومة في لبنان والكلام عن انتظار النووي الايراني ممجوج ولا مكان له” مضيفا “لا أحد لا يريد تأليف حكومة جديدة في لبنان”.